يكتب يوسي فيرتر أن الأسبوع الماضي قدّم مثالاً صارخًا وغير مفاجئ تمامًا على جدول أعمال الحكومة المشوّه وعمق الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراؤه. قبل الهجوم المخطط على غزة، الذي سيكلف أرواح الجنود والخمسين رهينة المتبقين هناك، ركزت الحكومة على قضيتين: السماح للمتدينين المتجنبين للخدمة العسكرية بالسفر إلى أوكرانيا لأداء حج رأس السنة، والاحتفال باستمرار ضم الضفة الغربية وتعزيز السيطرة الإسرائيلية هناك.

ذكرت هآرتس أن اجتماع مجلس الأمن المختصر لم يتناول قضية الرهائن. ووضح المسؤولون أن اتفاقًا جزئيًا كان مطروحًا على الطاولة، وافقت حماس على بنوده، بينما بقي نتنياهو صامتًا. كان نتنياهو في السابق يدفع نحو اتفاق جزئي، لكنه عدّل موقفه وطالب الآن بالحصول على جميع الرهائن دفعة واحدة.

استقبل زعيم المعارضة يائير لابيد اتصالاً من مسؤول مصري قريب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي. سأله المسؤول عن المفاوضات الجارية مع نتنياهو وخطة "ويتكوف" التي تتضمن إعادة عشرة رهائن أحياء وثمانية عشر متوفين ومفاوضات لمدة ستين يومًا عن الباقين. أوضح المسؤول أن هذه الخطة كانت كلها من ابتكار نتنياهو، وأنه منذ توقيع حماس عليها، اختفى نتنياهو عمليًا.

أشار لابيد إلى أن فريقه المفاوض أُخبر بالانتظار في المنزل، وأن الإعلام كشف عن رفض نتنياهو الاتفاق المرحلي وإصراره على اتفاق شامل. ونقل المسؤول المصري قوله: "هل تعلم أن نتنياهو قرر قتل خطته الخاصة؟" وأكد المقال أن هذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها نتنياهو عن خطة اقترحها بنفسه، كما حصل في يونيو 2024 مع خطة عرضها على مجلس الحرب وأشرف على تقديمها الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن.

وصف المقال نتنياهو بأنه يخلق آمالًا من جانب ويحطمها من الجانب الآخر، غير آبه لمعاناة أسر الرهائن. أضاف أن نتنياهو يركز بشكل مستمر على الحفاظ على حكومته الحالية، وعندما تنتهي الانتخابات التي يخشاها، سيتابع مهمته الشخصية في تقويض العملية الديمقراطية بكل وسيلة ممكنة.

أوضح المقال أن التلاعب السياسي شمل أيضًا وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير، وأن محاولات بني جانتس لتشكيل "حكومة لاسترداد الرهائن والتجنيد الديني" باءت بالفشل، بينما استفاد الجنرال السابق جادي أيزنكوت من هذه المناورات ليبرز نفسه ويضع معايير واضحة للسلامة السياسية.

أوضح المقال أن يائير لابيد ونفتالي بنت وأفيجدور ليبرمان يعملون على تحالف انتخابي يهدف إلى الإطاحة بحكومة نتنياهو، وأن أييلت شاكيد تسعى للانضمام إليهم ضمن قائمة واحدة للكنيست لتعزيز فرصها في العودة إلى وزارة العدل. وأكد أن التحالفات الحالية تهدف إلى تفكيك سيطرة نتنياهو على الحكومة واستعادة العملية الديمقراطية في إسرائيل.

استعرض المقال أيضًا الدور الذي لعبه الرئيس السابق للموساد يوسي كوهين بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث ساهم في استقطاب قطر لدعم جهود الإفراج عن الرهائن، وأعلن خططه للترشح في الانتخابات القادمة لتحقيق تغيير في القيادة الحكومية. وأوضح أن هذه المبادرات واجهت تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك ضغط العائلة وفضائح محتملة، لكنه أكد أن الإرادة السياسية ستحدد مواعيد الانتخابات المقبلة.

خلص المقال إلى أن الوضع السياسي الحالي مليء بالتناقضات والاحتيالات، وأن فهم طبيعة حكومة نتنياهو وخططه المشوهة أمر أساسي لأي جهود جدية لتحقيق تغيير حقيقي في إسرائيل.

https://www.haaretz.com/israel-news/2025-08-29/ty-article/.premium/lapid-received-a-call-from-egypt-did-you-know-netanyahu-decided-to-kill-his-own-plan/00000198-f200-d4e1-a3f8-f222927e0000